للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عُمر: أمّا حديثُ محمدِ بن إسحاق، وزيادتهُ على الزُّهريِّ، فإنَّها غيرُ مقبُولةِ، لأنَّهُ ممَّنَ لا يُحتجُّ به جُملةُ عندَ جماعةِ أهلِ العلم بالحديثِ، منهم: أحمدُ بن حَنْبل، ويحيى بن سعيدٍ القَطّان، وكان عليُّ بن المدينيِّ وشُعبةُ وابن عُيَينةُ يحتَجُّونَ بحديثهِ جُملةً، وأمّا هذا الحديثُ فقد خُولِفَ فيه محمدُ بن إسحاقَ (١)، فرواهُ الأوزاعيُّ، عن مكحُولٍ، عن رَجاءِ بن حيوةَ، عن عبدِ الله بن عَمرٍو، قال: صلَّينا مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا انصرفَ، قال لنا: "هَلْ تَقْرؤون القُرآنَ إذا كُنتُم مَعِي في الصَّلاةِ؟ " قُلنا: نعم. قال: "فلا تَفْعلُوا إلا بأُمِّ القُرآنِ" (٢).

ورواهُ زيدُ بن واقدٍ (٣)، عن مكحُول، عن نافع بن (٤) محمُودٍ، عن عُبادةَ (٥).

ونافِع هذا مجهُولٌ، ومثلُ هذا الاضْطِرابِ لا يثْبُتُ بهِ (٦) عند أهلِ العلم بالحديثِ شيءٌ.

وليسَ في هذا البابِ ما لا مَطْعنَ فيه من جهَةِ الإسنادِ غير حديث الزُّهريِّ، عن محمُودِ بن الرَّبيع، عن عُبادةَ، وهو مُحتَملٌ للتَّاويلِ.

وأمّا حديثُ محمدِ بن أبي (٧) عائشةَ، فإنَّما فيه: "إلّا أن يَقْرأ أحدُكُم بأُمِّ القُرآنِ في نَفْسهِ". ومعلُومٌ أنَّ القِراءةَ في النَّفسِ ما لم يُحرَّك بها اللِّسانُ، فلَيْست


(١) من قوله: "وزيادته على الزهري" إلى هنا، سقط من م.
(٢) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين ٣/ ٢٠٨، ٤/ ٣٦٥ (٢٠٩٩، ٣٥٦٨)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (٤٠٧) من طريق الأوزاعي، به.
(٣) في م: "بن خالد" خطأ. وهو زيد بن واقد، أبو عمر القرشي. انظر: تهذيب الكمال ١٠/ ١٠٨.
(٤) هو نافع بن محمود بن الربيع. انظر: تهذيب الكمال ٢٩/ ٢٩١.
(٥) أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد، ص ١٠٦، وفي القراءة خلف الإمام (٦٥)، وأبو داود (٨٢٤)، والنسائي في المجتبى ٢/ ١٤١، وفي الكبرى ١/ ٤٧٥ (٩٩٤) من طريق زيد بن واقد، به.
وانظر: المسند الجامع ٨/ ٦١ (٥٥٤٤).
(٦) في م: "فيه".
(٧) قوله: "أبي" سقط من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>