للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عمر (١): هكذا قال يحيى وأكثرُ الرُّواةِ عن مالكٍ في هذا الحديث: فقَسَمها أبو طلحة. وممَّن قال ذلك منهم؛ ابنُ القاسم (٢)، وابنُ وَهْب (٣)، ويحيى بنُ بُكير (٤)، ويحيى بنُ يحيى النيسابوريُّ (٥)، والقعنبيُّ في روايةِ عليِّ بن عبدِ العزيز (٦)، وإسماعيلُ القاضي (٧).

كذا ذكَره الدارقطنيُّ، عن عثمانَ بنِ أحمدَ الدَّقّاق وأبي سهل أحمدَ بنِ محمدِ بنِ زياد، عن إسماعيل.

وذكَر إسماعيلُ بنُ إسحاقَ هذا الحديثَ في كتابه "المبسوط"، عن القعنبيِّ، بإسنادِه سواء، وقال في آخره: فقسَمَها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في أقاربِه وبني عمَّه.

قال أبو عُمر: فأضاف القِسمةَ إلى رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وأمّا قوله: "في أقاربِه وبني عمِّه" فمعلومٌ أنّه أراد أقاربَ أبي طلحةَ وبني عمِّه، وذلك محفوظٌ عندَ (٨) العلماءِ لا يختلِفون في ذلك.

وأمّا إضافةُ القِسمَةِ إلى رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فهذا وإن كان جائزًا في لسانِ العرب، أن يُضافَ الفعلُ إلى الآمرِ به، فإنَّ ذلك ليس في روايةِ أكثرِ الرُّواة لـ "الموطّأ"، ولا يُجيزُ مثلَ هذه العبارة أهلُ الحديث، ولكنَّها روايةُ مَن روَى ذلك، واللَّهُ أعلم، والمعنَى فيه بيِّنٌ، والحمدُ للَّه.


(١) قوله: "قال أبو عمر" من ق.
(٢) في موطّئه (١١٦)، ومن هنا إلى قوله: "وذكر إسماعيل" سقط من الأصل، سوى قوله: "والقعنبي في رواية علي بن عبد العزيز".
(٣) كما في شرح معاني الآثار ٢/ ٢٨٩ (٥٤٠٠)، وتفسير ابن أبي حاتم ٣/ ٧٠٣ (٣٨١٢).
(٤) كما في المستخرج لأبي نعيم ٣/ ٨١ (٢٢٤٤)، وغوامض الأسماء المبهمة ٣/ ٦٩١.
(٥) وعنه أخرجه البخاري (٢٣١٨)، ومسلم (٩٩٨).
(٦) عند الجوهري في مسند الموطأ (٢٨٣).
(٧) عند البيهقي في الكبرى ٦/ ٢٧٥ (١٢٩٨٢).
(٨) في ف ١: "عن"، والمثبت من الأصل، ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>