للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي محمدٍ الحَضْرَميِّ، عن أبي أيوبَ الأنصاريِّ، قال: صنَعْتُ لرسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولأبي بكرٍ طعامًا قَدْرَ ما يَكْفيهما، وأتَيْتُهما به، فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اذهَبْ فادْعُ لي ثلاثين من أشرافِ الأنصار". قال: فشَقَّ ذلك عليَّ، وقلتُ: ما عندي شيءٌ أزِيدُه. قال: فكأنِّي تغافَلْتُ، ثم قال: "اذْهَبْ فادْعُ لي ثلاثينَ من أشرافِ الأنصار". قال: فدَعَوْتُهم فجاؤوا، فقال: "اطعَموا". فأكَلوا حتّى (١) صَدُّوا (٢)، ثم شهِدوا أنّه رسولُ اللَّه، ثم بايَعُوه قبلَ أن يَخرُجوا، ثم قال: "اذهَبْ فادعُ لي بستينَ من الأنصار". قال أبو أيوب: فواللَّه لأنا بالسِّتِّينَ أجوَدُ منِّي بالثلاثين. قال: فدَعوتُهم، فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كُلوا". فأكَلوا حتى صَدُّوا، وشهِدوا أنه رسولُ اللَّه، وبايعوه قبلَ أن يخرُجوا، ثم قال: "اذهبْ فادْعُ لي بتسعينَ من الأنصار". قال: فلأنا أجودُ بالتسعينَ والستين مني بالثلاثين. قال: فدعوتُهم فأكَلوا حتى صَدّوا، وشهِدوا أنه رسولُ اللَّه، وبايعوه قبلَ أن يخرُجوا. قال: فأكَل من طعامي ذلك مئةٌ وثمانونَ رجلًا (٣) (٤).


(١) في ف ١: "ثم".
(٢) كتب ناسخ الأصل في الحاشية: "وقع في طرة الأصل المنقول منه: هكذا في الأم: "حتى صَدّوا"، وإنما هو: "حتى صدروا". قلنا: وهو "صدوا" أيضًا في ق.
(٣) أخرجه الفريابيُّ في دلائل النبوَّة (١٢)، وعنه الآجُرِّي في الشريعة (١٠١٥) كلاهما عن أبي سلمة يحيى بن خلف الباهلي، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري الساميّ، به.
وأخرجه الطبراني في الكبير ٤/ ١٨٥ (٤٠٩٠)، والبيهقيُّ في دلائل النبوَّة ٦/ ٩٤ من طريقين عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى الساميّ. أبو الورد: وهو ابن ثمامة بن حزن القشيري، قال أحمد بن حنبل فيما نقل عنه ابنه في العلل ١/ ٤٤٠ (٩٨١): "حدّث عنه الجُريري -يعني سعيد بن إياس- أحاديث حسان لا أعرف له اسمًا غير هذا". وقال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: "مقبول". وأبو محمد الأنصاري إن كان هو أفلح مولى أبي أيوب فهو ثقة، وإلا فمجهول. قلنا: ورواية عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي عن سعيد الجريري قبل اختلاطه كما هو مبيّنٌ في تحرير التقريب (٢٢٧٣).
(٤) كتب ناسخ الأصل في الحاشية: "بلغت المقابلة بحمد اللَّه وحُسن عونه".

<<  <  ج: ص:  >  >>