للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنَّما قال: عن مالكٍ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرج، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أحدُكُم صائمًا فلا يَرْفُث ... " الحديثَ.

والجُنَّةُ: الوِقايةُ والسِّترُ عن النّارِ، وحَسْبُك بهذا (١) فَضْلًا للصّائم.

حدَّثنا عبدُ الوارِثِ بن سُفيانَ، قال: حدَّثنا قاسمُ بن أصبغَ، قال: حدَّثنا إسماعيلُ بن إسحاقَ، قال: حدَّثنا عليُّ بن المدِينيِّ، قال: حدَّثنا عبدُ الله بن عبدِ الوهّابِ الحَجَبِيُّ (٢)، قال: حدَّثنا عبدُ الوهّابِ بن عبدِ المجيدِ الثَّقفِيُّ، قال: حدَّثنا عَنْبسةُ الغَنَوِيُّ، عن الحسنِ، أنَّ عُثمانَ بن أبي العاص كان يُحدِّث، أنَّ نبِيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "الصِّيامُ جُنَّةٌ يَسْتجِنُّ بها العبدُ من النّارِ" (٣).

وأمّا قولُهُ: "فإذا كان أحدُكُم صائمًا فلا يَرْفُث". فإنَّ الرَّفث هاهُنا الكلامُ القبِيحُ والتَّشاتُمُ والخَنا والتَّلاعُنُ، ونحوُ ذلك من قبِيح الكلام، الذي هُو سِلاحُ اللِّئام (٤)، ومنهُ اللَّغوُ كلُّهُ والباطِلُ والزُّورُ. وقال العجّاجُ (٥):

عن اللَّغا ورَفَثِ التَّكَلُّمِ

قرأتُ على أبي عبدِ الله محمدِ بن عبدِ الملكِ، أنَّ أبا محمدٍ عبد الله بن مسرُور (٦)، حدَّثهُم، قال: حدَّثنا عِيسى بن مِسكِينٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن عبدِ الله بن سَنْجَرٍ الجُرجانِيُّ، قال: حدَّثنا أبو نُعَيم، قال: حدَّثنا فِطرٌ، قال: حدَّثني زِيادُ بن الحُصَينِ،


(١) في ت: "بها".
(٢) بعد قوله: "المديني" إلى هنا، سقط من ي ١، ت.
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير ٩/ ٤٩ (٨٣٨٦) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب، به. وأخرجه البزار في مسنده ٦/ ٣٠٩ (٢٣٢١) من طريق عبد الوهاب الثقفي، به.
(٤) قوله: "ونحو ذلك ... اللئام" لم يرد في ت.
(٥) ديوانه، ص ٢٩٦. وهذا عَجُز بيت، وصدره:
ورُبَّ أسرابِ حجيجٍ كُظَّمِ
(٦) هو أبو محمد عبد الله بن مسرور، التجيبي الإفريقي، يعرف بابن الحجام. انظر: سير أعلام النبلاء ١٥/ ٥٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>