للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجُهَّالُ، وقد رُويَ عن النبيِّ عليه السَّلامُ مِن مَراسلِ الثِّقاتِ؛ الشعبيِّ وغيرِه، أنَّه قال: "مَنْ غَسَلَ مَيِّتًا ولم يُفْشِ عليه، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِه كيومَ ولَدَتْه أُمُّهُ" (١).

وقال أبو بكرٍ الأثْرَمُ: قيلَ لأحمدَ بنِ حَنْبَل: يُغَطَّى وجْهُ الميِّتِ؟ قال: لا، إنَّما يُغَطى ما بينَ سرَّتِه إلى رُكبتَيْه.

وأمَّا قولُه في هذا الحديثِ: أعطَانَا حَقْوَه، فقال: "أشْعِرْنَها إيَّاه". فالحَقْوُ: الإزارُ، كما قال مالكٌ (٢). وقيل: المِئْزَرُ. قال مُنْقذ (٣) بنُ خالدٍ الهُذَليُّ (٤):

مُكبَّلَة قد خرَّقَ الرِّدْفُ حقْوَها ... وأُخْرَى عليها حقْوُها لم يُخَرَّقِ

والحِقْوُ مكْسُورُ الحاءِ بلُغَةِ هُذَيْلٍ، وقد قيلَ: حَقْوها، بالفَتْح، وجمْعُه حُقِيٌّ، وأحْقاءٌ، وأحْقٍ (٥) (٦).


(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف ٣/ ٤٠٤ (٦٠٩٧) عن عبد الملك بن عبد العزيز أنه بلغه عن الشعبي، فذكره. وتحرف في المطبوع منه قوله: "ولم يُفْش" إلى "ولم يغش" بالغين. ومعناه: لم يُفش ما رأى من تغيُّر لونٍ، أو تشويه صورة، أو نحو ذلك، وإنما كَتَم ما رأى منه.
(٢) قوله: "كما قال مالك" ليس في الأصل.
(٣) هكذا في الأصل: "منقذ"، وصوابه: "مالك" كما في ديوان الهذليين ٣/ ٩.
(٤) ديوان الهذليّين ٣/ ٩، وفيه "السيف" بدل "الردف".
(٥) كذا بتنوين الكسر في آخره؛ لأنّ أصله "أحْقُوٌ" على وزن "أفْعُل"، فحذف آخره؛ لأنه ليس في الأسماء اسم آخِرُه حرفُ علّةٍ وقبله ضمّة، فأُبدلت الضمّة كسرة، فصارآخره ياءً مكسورًا ما قبلها، فصار بمنزلة القاضي والغازي في سقوط الياء لاجتماع الساكنين.
ويُجمع على "حِقّاء" أيضًا كما في المعاجم. ينظر: المخصّص والمحكم لابن سيده ٤/ ٤٥٩، والقاموس المحيط، واللسان، وتاج العروس (حقو). وجاء في حاشية الأصل إشارة من الناسخ إلى أنه زاد في نسخة أخرى: "مثل: دلو ودلى ودلاء وأدل".
(٦) يظهر أن المؤلف غير النص الذي في المسودة، فقد جاء في النسخ المنتسخة عنها، ومنها نسخة ق، بعد قوله: "فالحقو الإزار كما قال مالك"، كما يأتي: "والحَقْو إنما أصله الموضع الذي يُشَدُّ =

<<  <  ج: ص:  >  >>