كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار

عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري المازني - ٣ - ج: 12 - ص: 206

لرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكأنَّهُ تَقالَّها (١)، يقولُ: استقلَّها، فقال: "إنَّها لتَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ" (٢).

ورواهُ إسماعيلُ بن جَعفرٍ وإبراهيمُ بن المُختارِ، عن مالكٍ بإسنادِهِ، عن أبي سعِيدٍ، عن قتادةَ بن النُّعمانِ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.

وقَتادةُ بن النُّعمانِ هُو أخُو أبي سعِيدٍ الخُدرِيِّ لأُمِّهِ (٣)، وهُو رجُلٌ من كِبارِ الأنصارِ من بني ظَفرَ من (٤) الأوسِ، قد ذكَرْناهُ في كِتابِنا في "الصَّحابةِ" (٥) بما يُغني عن ذِكرِهِ هاهُنا.

وقد رُوِي أنَّ قَتادةَ هذا، هُو الرَّجُلُ الذي كان يَقْرأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ويَتَقالُّها، على ما ذُكِر في هذا الحديثِ.

ورَوَى ابنُ وَهْبِ، عن ابنِ لِهيعةَ، عن الحارِثِ بن يزِيد، عن أبي الهَيْثم، عن أبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ، أنَّهُ قال: باتَ قَتادةُ بن النُّعمانِ يقرأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتَّى أصبَحَ، فذُكِرَ ذلك لرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "والذي نَفْسِي بيدِهِ، إنَّها لَتعدِلُ ثُلُث القُرآنِ"، أو: "نِصفَهُ" (٦).

قال أبو عُمر: "أو نِصفهُ" شكّ من المُحدِّثِ، لا يجُوزُ أن يكونَ شكًّا من النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، على أنَّها لفظةٌ غيرُ محفُوظةٍ في هذا الحَدِيثِ، ولا في غيرِهِ، والمحفُوظُ

---

(١) في م: "تقاله".
(٢) أخرجه ابن الضريس (٢٤٩) عن مسدد، به. وأخرجه أحمد في مسنده ١٧/ ٢٧٥ (١١١٨١) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وانظر: المسند الجامع ٦/ ٤٣٨ - ٤٣٩ (٤٥٨٩).
(٣) في د ٢: "لأبيه"، وهو خطأ بيّن.
(٤) في ي ١، ت: "بن".
(٥) الاستيعاب ٣/ ١٢٧٤.
(٦) أخرجه ابن بشكوال في غوامض الأسماء ١/ ٨٥، من طريق ابن وهب، به.