للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقالت لأُخرى دُونها تَعرِفِينهُ ... أليسَ به قالت بلى قد تبدَّلا

سِوَى أنَّهُ قد لاحتِ الشَّمسُ لونهُ ... وفارقَ أشياع الصِّبا وتبتَّلا

أماطت كِساءَ الخزِّ عن حُرِّ وَجهِها ... وأرخَتْ على الخدَّينِ بُردًا مُهَلهلا

من اللّائي لم يَحْجُجنَ يَبغِينَ حِسبةً ... ولكِن ليَقتُلن البَرِيءَ المُغفَّلا

وأنشد أبو عُبيدٍ للعُجَيْرِ (١) السَّلُولِيِّ (٢):

وكُنتُ إذا داع دعا لمضُوفةٍ (٣) ... أُشمِّرُ حتّى يُنصِف السّاق مِئزرِي

قولُهُ: لمضُوفةٍ، أي: للضِيافةِ.

قال أبو عُبَيد: ثلاثةُ أحرُفٍ جاءَت عن العَربِ على غيرِ قِياسٍ: معُونةٌ، وهي مِن: أعانَ يُعِينُ. ومثُوبةٌ، وهي مِن: أثاب يُثيبُ. ومَضُوفةٌ، مِن: أضافَ يُضِيفُ.

ورُوِيَ عن عُمر بن الخطّابِ: أَنَّهُ كان يكرهُ فُضُول الثِّيابِ، ويقولُ: فُضُولُ الثِّيابِ في النّارِ.

وسُئل سالِمُ بن عبدِ اللَّه بن عُمر، عمّا جاءَ في إسبالِ الإزارِ: أذلك في الإزارِ خاصَّةً؟ فقال: بل (٤) في القَمِيصِ، والإزارِ، والرِّداءِ، والعِمامةِ.

وقال طاوُوسٌ: الرِّداءُ فوقَ القَمِيصِ، والقَمِيصُ فوقَ الإزارِ.

ورُوِي عن نافع: أنَّهُ سُئلَ عن قَوْلِ رسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما أسفلَ من الكَعْبَينِ ففي النّارِ" من الثِّيابِ ذلك (٥)؟ فقال: وما ذنبُ الثِّيابِ، بل هُو من القَدَمينِ (٦)؟


(١) في م: "العجير"، وهو غلط محض.
(٢) انظر: البيت منسوبًا إلى جندب الهذلي في ديوان الهذليين ٣/ ٩٢.
(٣) في م: "لمعونة".
(٤) في الأصل: "بلى"، والمثبت من د ٢.
(٥) هذه الكلمة لم ترد في الأصل، م، وهي ثابتة في د ٢.
(٦) أخرجه عبد الرزاق في المصنَّف (١٩٩٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>