للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه الثوريُّ، عن هشام، عن أبيه، فقال فيه: "كيف صنعتَ في استلامِك الحجرَ؟ " (١). وسنذكرُ في آخر هذا الباب بعضَ ما حَضَرنا من أسانيدِ هذا الحديثِ إن شاء الله.

وقد صنَع ابنُ وَضّاح مثلَ هذا أيضًا في "موطأ يحيى" (٢) في قول مالك: سمِعتُ بعضَ أهل العلم يَستحبُّ إذا رفَع الذي يطوفُ بالبيتِ يدَه عن الرُّكن اليماني أن يضعَها على فيه. فأمَر ابنُ وَضّاح بطرح "اليماني" من روايةِ يحيى، وهذا مما تسوَّر فيه على رواية يحيى، وهو صوابٌ من روايةِ يحيى ومن تابَعه في هذا الموضع، وكذلك روَى ابنُ وَهْب، وابنُ القاسم (٣)، وابنُ بُكير (٤)، وأبو المُصعب (٥)، وجماعةٌ في هذا الموضع عن مالك، أنه سمِع بعضَ أهل العلم يَستحبُّ إذا رفَع الذي يطوفُ بالبيتِ يدَه عن الركنِ اليماني أن يضعَها على فيه. زاد ابنُ وَهْب: من غيرِ تَقْبيل (٦). وقالوا كلُّهم: "الركن اليماني". والعجبُ من ابنِ وَضّاح، وقد روى "موطأ ابن القاسم" وفيه "اليماني"، كيف أنكَره؟!

وقد روَى القَعْنبيُّ، عن مالك في ذلك، قال: سمِعتُ بعضَ أهلِ العلم يَستحبُّون إذا رفَع الذي يطوفُ بالبيت يدَه عن الركنِ الأسودِ أن يضعَها على فيه. هكذا قال القعنبيُّ: "الركنِ الأسود". وأظنُّ ابنَ وَضّاح إنما أنكَر "اليماني" في روايةِ يحيى لأنه رأى روايةَ القعنبيِّ، أو مَن تابَع القعنبيَّ على قوله: "الأسود"، فمن


(١) سيأتي بإسناد المصنِّف مع تخريجه بعد قليل.
(٢) ١/ ٤٩٣ (١٠٦٨).
(٣) كما في المدوّنة ١/ ٣٩٦.
(٤) وهو يحيى بن عبد الله بن بكير، ومن طريقه أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١٦٤).
(٥) في موطئه (١٢٩٠).
(٦) ونقل هذه الزيادة عنه أيضًا ابن القاسم كما في المدوّنة ١/ ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>