للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال فيه مَعْمَرٌ، عن الزُّهريِّ: فذكَرْتُ ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقال: هذا العِلْمُ (١)!

وقد روَى مالكٌ هذا الحديث، عن هشامِ بن عروةَ بمعنًى واحدٍ، وسنذكُرُه في بابِ هشام من هذا الكتاب إن شاء الله (٢).

ورَوَى ابن جُرَيْج، عن عطاءٍ، عن عائشةَ، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "طَوافُكِ بالبيت وبين الصَّفا والمروة يُجزِئُكِ - أو يَكفيكِ لحَجِّكِ وعُمْرتك" (٣).

قال أبو عُمر: ولو لم يكنْ واجبًا لما قال: "يُجْزِئُكِ"، والله أعلمُ؛ فقد تبيَّنَ بما ذكَرَتْه عائشةُ مَخرَجُ نُزولِ الآيةِ على أيِّ شيءٍ كان، وبيَّن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك بطَوافِه بين الصَّفا والمَرْوة، وقوله: "اسْعَوا بينهما، فإنّ الله كَتَبَ عليكم السَّعيَ" (٤).

و"كتَبَ" بمعنى "أوجَبَ"، كقول الله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: ١٨٣]. وكقول رسولِ الله في الخمس الصلوات: "كتَبَهُنَّ اللهُ على العباد" (٥). ومثلُه كثيرٌ.

أخبَرنا عبدُ الوارث بن سُفيان، قال: حدَّثنا قاسمُ بن أصبغَ، قال: حدَّثنا أحمدُ بن زُهَيرٍ، قال (٦): حدَّثنا سُرَيْجُ (٧) بن النُّعمان، قال: حدَّثنا عبدُ الله بن المؤمَّل،


(١) أخرجه مسلم (١٢٧٧) (٢٦١) من حديث سفيان عن الزهري فذكره، وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ٢/ ٧١٩ من طريق معمر به.
(٢) الموطأ ١/ ٥٠٠ - ٥٠١ (١٠٩٢).
(٣) أخرجه الشافعي (١٤٢)، ومن طريقه البيهقي في السنن (٣١٠٣)، والدارقطني ٣/ ٣٠٤.
(٤) إسناده ضعيف، وهو مضطرب.
أخرجه أحمد ٤٥/ ٣٦٣ (٢٧٣٦٧) و ٤٥/ ٣٦٧ (٢٧٣٦٨) و ٤٥/ ٤٥٥ (٢٧٤٦٣)، وابن خزيمة (٢٧٦٤)، والدارقطني ٣/ ٢٩٠ - ٢٩١، والحاكم ٤/ ٧٩ من حديث حبيبة.
(٥) الموطأ (٣٢٠).
(٦) تاريخه الكبير، السفر الثاني ٢/ ٨٤٣ (٣٥٨٤).
وأخرجه أحمد في المسند ٤٥/ ٣٦٧ (٢٧٣٦٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٧٥٧١).
(٧) في تاريخ ابن أبي خيثمة: "شريح" مصحف، وينظر: تهذيب الكمال ١٠/ ٢١٨ - ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>