للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وما ذاك؟ ". فأخبرتُه، فغضِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "يا خالدُ، لا ترُدَّه عليه، هل أنتم تارِكونَ (١) لي أُمرائي؟ لكم صَفوةُ أمرِهم وعليهم كدَرُه".

قال (٢): وحدَّثنا أحمدُ بنُ حنبل، قال (٣): حدَّثنا الوليدُ، قال: سألتُ ثورًا عن هذا الحديث، فحدَّثني عن خالدِ بنِ مَعْدان، عن جُبيرِ بنِ نُفير، عن عوفِ بنِ مالك الأشجعيِّ نحوَه.

وذكَر هذا الحديثَ أبو إسحاقَ الفَزاريُّ، عن صفوانَ بنِ عَمْرٍو بإسنادِه ومعناه.

قال الفَزاريُّ: وأخبرني غيرُ صفوان، عن خالدِ بنِ مَعْدانَ بنحوِ حديثِ صفوان.

وهذا الحديثُ يدُلُّ على ما ذكَرنا، أن السلَبَ إنما يكونُ للقاتل إذا أمضَى ذلك الإمامُ ورآه، وأدّاه اجتهادُه إليه، وهذا كلُّه يدُلُّ على صحةِ ما ذهب إليه مالكٌ في هذا الباب، واللهُ أعلم.

وذكر عبدُ الرزاق (٤)، عن الثوريِّ، عن الأسودِ بنِ قيس، عن شَبْرِ (٥) بنِ علقمةَ العبديِّ، قال: كنّا بالقادسية، فخرَج رجلٌ منهم عليه مِنَ السلاح والهيئة،


(١) قال النووي: هكذا هو في بعض النُّسخ: "تاركو" بغير نون، وفي بعضها: "تاركون" بالنون، وهذا هو الأصل، والأوّل صحيح، وهي لغة معروفة، وقد جاءت بها أحاديث كثيرة، منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا الجنّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا". شرح صحيح مسلم ١٢/ ٦٤، وينظر: المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم للقرطبي ٣/ ٤٣٦.
(٢) يعني: أبا داود في سننه (٢٧٢٠).
(٣) في المسند ٣٩/ ٤٢٥ (٢٣٩٩٧)، ورجال إسناده ثقات. الوليد: هو ابن مسلم القرشي، وثورٌ: هو ابن يزيد الكلاعي الحمصيّ.
(٤) في المصنَّف ٥/ ٢٣٥ (٩٤٧٣).
(٥) "شَبْر" بفتح الشين المعجمة كما في إكمال ابن ماكولا ٥/ ١٠ وتوضيح ابن ناصر الدين ٥/ ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>