للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبدُ العزيز الدراورديُّ، عن يحيى بنِ سعيد. فذكَره بإسنادِه إلى آخرِه كما ذكرناه (١).

فأما قوله: "يخرجُ فيكم" فمن هذه اللفظةِ سُمِّيت الخوارجُ خوارجَ ومعنى قوله: "يخرجُ فيكم"؛ يريد: فيكم أنفُسِكم، يعني أصحابَه، أي يخرجُ عليكم؛ وكذلك خرَجتِ الخوارج، ومرقَتِ المارقةُ في زمن الصحابةِ رضيَ الله عنهم، وأولُ مَن سمّاهم حَرُوريةً عليٌّ رضي الله عنه؛ إذ خرَجوا مخالفينَ للمسلمين، ناصبينَ لرايةِ الخلافِ والخروج؛ وأما تسميةُ الناس لهم بالمارقةِ وبالخوارج، فمن أصلِ ذلك هذا الحديث، وهي أسماءٌ مشهورةٌ لهم في الأشعارِ والأخبار.

قال عبدُ الله بنُ قيسِ الرُّقَيّات (٢):

ألَا طرَقتْ من آلِ بُثنةَ (٣) طارقَهْ ... على أنها معشُوقَةُ الدَّلِّ عاشِقَهْ

تَبِيتُ وأرضُ السُّوسِ بيني وبينها ... وسُولافُ رستاقٌ حمَتْه الأزارِقَهْ (٤)

إذا نحن شِئنا فارقَتْنا (٥) عصابةٌ ... حروريةٌ أضحَت (٦) من الدِّين مارِقَهْ (٧)


(١) أخرجه ابن أبي عاصم في السُّنة ٢/ ٤٥٦ (٩٣٥) عن يعقوب بن حُميد، عن عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْديِّ، به. حديث صحيح، ورجال إسناده عند المصنِّف ثقات.
(٢) ديوانه، ص ١٦٢.
(٣) في الديوان: نذرة. والأبيات في الكامل للمبرد ٣/ ٢٣٠، وفيه عنده "بُثنة"، وكذا في معجم البلدان لياقوت الحموي ٢/ ٢٨٥.
(٤) أرض السُّوس: بلدة بخوزستان، وسُولاف: قرية في غربي دُجيل من أرض خوزستان، كانت فيها وقعة بين أهل البصرة والخوارج الأزارقة. والرُّسْتاق: اسمٌ للسواد والقُرى. وهو معرّبٌ من الرُّزداق. ينظر: معجم البلدان لياقوت الحموي ٣/ ٢٨٠ - ٢٨٥، وتاج العروس مادة (رزدق).
(٥) في الديوان: "ضاربتنا"، وفي الكامل للمبرد ٣/ ١٣٨ "صادفتنا" ومثله في معجم البلدان لياقوت ٣/ ٢٨٥.
(٦) في الديوان: "أمست"، والمثبت وقع مثله في الكامل للمبرد ومعجم البلدان.
(٧) بعد هذا في بعض النسخ: "والأزارقة من الخوارج أصحاب نافع بن الأزرق وأتباعه"، ولم ترد في الأصل ولا في ي ٢، فكأنها من زيادات بعض القراء، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>