للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مغنمًا يومَ حنين، أتاه رجلٌ من بني تميم يقالُ له: ذو الخُوَيْصِرَة. فقال: يا رسولَ الله، اعدِلْ. قال: "لقد خِبتُ وخسِرتُ إن لم أعدِلْ". فقال عُمر: يا رسولَ الله، دعني أقتُلْه. قال: "لا، إن لهذا أصحابًا يخرجون عندَ اختلافٍ بينَ الناس، يقرؤون القرآنَ لا يجاوزُ تراقِيَهم أو حناجرَهم، يمرُقون من الدِّين كما يمرُقُ السهمُ من الرميّة؛ آيتُهم رجلٌ منهم كأن يدَه ثديُ المرأة، أو كأنها بَضْعَةٌ تَدَرْدَرُ". فقال أبو سعيد: سمِعتْ أُذُني من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يومَ حنين، وبَصُرَتْ عيني مع عليِّ بنِ أبي طالب حينَ قتلَهم فنظرتُ إليه.

وذكَر الضحاكَ في هذا الحديثِ طائفةٌ عن يونس (١)، وعن الأوزاعيِّ (٢)، عن الزُّهريِّ، وطائفةٌ تقول فيه: الضحاكُ المشرَقيُّ. وطائفةٌ تقول: الضحاكُ بنُ مزاحم. ولم يذكره معمرٌ (٣).


(١) وهو ابن يزيد الأيليُّ، وحديثه عند مسلم (١٠٦٤) (١٤٨)، وقال فيه: "والضحّاك الهمداني"، وهو ابن حبّان في صحيحه ١٥/ ١٤٠ (٦٧٤١) وقال فيه: "والضحاك المِشْرَقيّ"، كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد الأيلي، به.
(٢) وهو عبد الرحمن بن عمرو، وحديثه عند أحمد في المسند ١٨/ ١٦٤ (١١٦٢١) عن محمد بن مصعب القرقساني، عن الأوزاعي، عن الزهري، وفيه: "والضحاك المِشْرَقِيّ"، وعند البخاري (٦١٦٣) من طريق الوليد بن مسلم القرشي عنه عن الزهري، وقال فيه: "والضحاك" فحسب.
وقد ذكر الدارقطني في علله ١١/ ٣٤١ (٢٣٢٥) هذا الاختلاف فيه عن معمر بن راشد، ويونس بن يزيد الأيلي، وإسحاق بن راشد، فقال عن رواية من رواه وسمّاه "الضحاك بن قيس" كيزيد بن عبد العزيز بن سياه، عن إسحاق بن راشد: "ووَهمَ في نسَب الضحّاك في قوله: ابن قيس، وإنما أراد الضحّاك المِشْرَقيَّ، قبيل من هَمْدان".
وقال: "وقال الوليد بن مَزْيد عن الأوزاعيّ فيه: الضحاك بن مُزاحم، ووَهمَ في نسَبِه، وإنما هو الضحاك المِشْرَقيّ، قبيل من هَمْدان، وهو الصحيح".
قلنا: هو الضحاك بن شراحيل، ويقال: ابن شرحبيل الهَمْدانيّ المِشْرَقي، أبو سعيد الكوفيّ، ومِشْرَق، بكسر الميم وفتح الراء، قبيل من هَمْدان. ينظر: موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي ١/ ٢١٦، وتهذيب الكمال والتعليق عليه ١٣/ ٢٦٣ (٢٩١٨)،
(٣) سيأتي تخريج روايته بعد قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>