للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدَّثنا عُبيدٌ، قال: حدَّثنا عبدُ الله، قال: حدَّثنا عيسى، قال: حدَّثنا ابنُ سَنْجَر، قال: حدَّثنا الحُميديُّ، قال: حدَّثنا مَرْوانُ بنُ مُعاوية، قال: حدَّثنا كثيرُ بنُ عبدِ الله، عن أبيه، عن جدِّه، أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال لبلالِ بنِ الحارث المُزنيِّ: "اعلَمْ أنه مَن أحيا سنةً من سنَّتي قد أُميتتْ"، فذكَر مثلَه إلى آخرِه (١).

قال أبو عُمر: حديثُ هذا الباب أبلغُ شيءٍ في فضائلِ تعليم العلم اليومَ، والدعاءِ إليه، وإلى جميعِ سُبلِ البرِّ والخير؛ لأنَّ الميتَ منها كثيرٌ جدًّا. ومثلُ هذا الحديثِ في المعنى قولُه -صلى الله عليه وسلم-: "ينقطِعُ عملُ المرءِ بعدَه إلا من ثلاث؛ علمٍ علَّمَه فعُمِل به بعدَه، وصدقةٍ موقوفةٍ يجري عليه أجرُها، وولدٍ صالحٍ يدعُو له" (٢).

وقد جمَعنا، والحمدُ لله، من فضائلِ العلم وأهلِه في صدرِ كتابِ "جامع بيانِ العلم وفضلِه وما ينبغي في روايتِه وحملِه" ما فيه شفاءٌ واستغناءٌ، والحمدُ لله.

وعلى قدرِ فضلِ معلِّم الخيرِ وأجرِه يكونُ وزرُ مَن علَّم (٣) الشرَّ ودعا إلى الضلال؛ لأنه يكونُ عليه وزرُ مَن تعلَّمه منه، ودعا إليه، وعمِل به، عصَمَنا اللهُ برحمتِه.

وحدَّثنا أحمدُ بنُ قاسم بن عيسى المقرئ (٤)، قال: حدَّثنا عُبيدُ الله بنُ محمدِ بنِ حبابةَ البَزَّاز البغداديُّ ببغداد، قال: حدَّثنا عبدُ الله بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ البَغَويُّ،


(١) أخرجه الترمذي (٢٦٧٧) من طريق مروان بن معاوية الفزاريّ، به. ولا يصحُّ من هذا الوجه لأجل كثير بن عبد الله المزنيّ كما في الحديث السالف قبله، ولهذه العلة قال الترمذي: حسن.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ١٣/ ٥١٥ (٨١٨٩)، ومسلم (٢٦٨٢) من حديث همّام بن منبّه، عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.
وهو عند المصنِّف في جامع بيان العلم وفضله (٥٢ - ٥٦) من وجوه عديدة من حديث أبي هريرة وأبي قتادة رضي الله عنهما.
(٣) في الأصل: "عمل"، وهو تحريف.
(٤) "المقرئ" من ي ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>