للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا نيل مصر كم يد لك بالوفا … أو ليتنا بالكسر جبرا دائما

قد زدت قبل الكسر خمس أصابع … كرما كانت للوفاء خواتما

فلما أوفي توجه الأتابكي قيت وفتح السد على العادة، وكان يوما مشهودا. وهذا كان آخر فتح الأتابكي قيت للسد وقد أخذ عقيب ذلك وكان من أمره ما سنذكره في موضعه.

وفيه حضر سيف قانصوه المحمدي المعروف بالبرجي نائب الشام، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباي، وولي عدة وظائف سنية وآل أمره إلى أن بقي نائب الشام ومات بها.

وفيه عمل السلطان المولد النبوي وكان حافلا.

وفيه خلع السلطان على قاني باي قرا أمير آخور كبير وقرر في أمرة ركب المحمل، وقرر بالركب الأول جان بردي تاجر المماليك.

وفي ذلك اليوم خلع السلطان على شيخ العرب بيبرس بن أحمد بن بقر، وأعاده إلى مشيخته كما كان أولا.

وفيه خسف جرم القمر عند طلوعه واستمر في الخسوف نحوا من خمسين درجة.

وفيه خلع السلطان على قنبك بن شاد بك، وقرر في رأس نوبة الثانية، عوضا عن تمراز جوشن بحكم وفاته بدمشق، وكان قد توجه في بعض مهمات السلطان فمات هناك.

وفي يوم الجمعة تاسع عشرة قبض السلطان على القاضي بدر الدين محمد بن مزهر، الذي كان متوليا لكتابة السر وعزل عنها. فأرسل إليه السلطان بعض البابية، فتوجه إلى بيته الذي ببركة الرطلي، فقال له: "قم كلم السلطان" فقام وطلع معه إلى القلعة، فلما وقف بين يدي السلطان وبخه بالكلام، ثم شكه في الحديد، وسجنه بالعرقانة. وسبب ذلك أنه قد بلغ السلطان بأن بدر الدين بن مزهر اجتمع بالأتابكي قيت الرحبي، وقال له: "قم وتسلطن وضمان نفقة البيعة علي"، وقيل إنه كتب قوائم بأسماء جماعة من حاشية السلطان، ووزع عليهم مالا له صورة، وذكر في القوائم جماعة من المباشرين وغير ذلك، حتى أسمي فيهم ابن السلطان، وخاير بك الخازندار، وبركات ابن موسى، وآخرين من جماعة السلطان، فتكلم الأعداء في حق بدر الدين بن مزهر بسبب ذلك، وغيروا خاطر السلطان عليه، وآل أمره من بعد ذلك إلى كل سوء، حتى كان ما سنذكره في موضعه.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>