وكانت القاهرة قد زينت لقدوم الملك المظفر قطز … فلما تحقق الناس قتل الملك المظفر قطز، حزنوا عليه لأنه قتل من غير موجب، وكانت له الراية البيضاء في قيامه لدفع العدو عن البلاد" وكان التتار قد أشرفوا على الدخول إلى مصر.
ثم أن الملك الظاهر بيبرس عمل الموكب بقلعة الجبل، وخلع على من يذكر من الأمراء، وهم: الأتابكي فارس الدين أقطاي المستعرب واستمر أتايك العساكر كما تقدم، وخلع على الأمير لاجين الدرفيل واستقر به دوادارا كبير، وخلع على الأمير بلباي الرشيدي واستقر به دوادار ثانيا، وخلع على الأمير بهاء الدين يعقوب الشهرزوري واستقر به أمير أخور كبيرا، وخلع على الأمير أيبك الأفرم الصالحي واستقر به أمير جاندار.
وأنعم على الأمير بدر الدين اليسري الشمس بتقدمة ألف، وأنعم على الأمير سيف الدين قلاون بتقدمة ألف، وأنعم على الأمير بدر الدين بكتوت المعزى الجوكندار بتقدمة ألف، وأنعم على الأمير عز الدين بيدغان - المعروف بسم الموت - بتقدمة ألف، وأنعم على الأيمر بلبان الهاروني بتقدمة ألف.
وخلع على الأمير جمال الدين أقوش النجيبي واستقر به استادار العالية، وخلع على الأمير ركن الدين أياجي، والأمير سيف الدين بكجري واستقر بهما حجابا، ثم فصل الصاحب زين الدين بن الزبير من الوزارة، واستقر بالصاحب بهاء الدين بن حنا وزيرا بالديار المصرية، والصاحب بهاء الدين بن حنا هذا هو الذي بنى مكان الآثار النبوية المطل على بحر النيل، واشترى الآثار الشريفة بجملة كبيرة من المال وأودعها في ذلك المكان الذي أنشأه على بحر النيل، وصارت الناس يقصدون ذلك المكان بسبب الزيارة في كل يوم أربعاء.
ثم أن الملك الظاهر بيبرس عمل الموكب، وخلع على مملوكه الأمير بدر الدين بيليك الخازندار، واستقر به نائب السلطنة، وفوض اليه جميع أحوال المملكة، وصار صاحب الحل والعقد بالديار المصرية.
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي في تذكرته أن الأمير بيليك هذا كان أصله من مماليك الظاهر بيبرس، اشتراه صغيرا ورباه من حين كان الملك الظاهر أمير عشرة، واستمر في خدمته إلى أن بقي الملك الظاهر سلطانا فخلع على الأمير بيليك واستقر به نائب السلطنة، وفوض إليه أمور المملكة جميعها، وصار ينفذ الأمور من غير مشورة السلطان.
قيل إن التاجر الذي باع الأمير بيليك إلى الملك الظاهر بيبرس كان في سعة من المال والتجارة، فدارت عليه الدوائر حتى افتقر وصار من جملة الحرافيش، فلما دخل إلى