للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه، في يوم الثلاثاء رابعة، فرق السلطان الأضحية على العسكر ومن له عادة.

وفيه كانت الأضحية غالية ومشحوتة بسبب تشويش المماليك على المتسببين، وقد صاروا يخرجون إلى المطرية ويقطعون الطريق على ضيافات الأمراء حتى صارت الأمراء يرسلون مماليكهم يلاقون ضيافاتهم. وقد خرج المماليك عن الحد في الأذى للناس في هذه السنة إلى الغاية، وحصل منهم غاية الضرر والفساد في حق الناس، والأمر لله.

وفيه - في يوم الجمعة سابعه - وقعت زلزلة خفيفة بعد العصر وارتجت منها الأرض، ولم يشعر بها من الناس إلا القليل.

وفيه كان موكب العيد حافلا، وجلس السلطان بالحوش على المصطبة التي أنشأها وضحى بالإيوان الكبير على العادة.

وفيه، في يوم عيد النحر، وقعت حادثة مهولة، وهو أن شخصا من أبناء الأتراك صغير السن دخل إلى اسطبل أبيه فرفسه بغل على قلبه فمات في ذلك اليوم، فحصل على أهله من الأنكاد ما لا خير فيه بسبب فقد ولدهم ولا سيما في يوم العيد.

وفيه خلع السلطان على شخص من الأمراء العشراوات يقال له أزدمر، وهو أني (١) الأمير قاني باي قرا أمير آخور كبير، وقرره في نيابة عينتاب.

وفيه جلس السلطان على المصطبة التي أنشأها مكان الدكة وأنفق الجامكية على العسكر، فقام له الأمراء المقدمون، وقبلوا له الأرض وهنوه بجلوسه على تلك المصطبة حيث كملت، ومن العسكر من لم ينطل عليه ذلك وقال: "الدكة كانت أعظم حرمة من هذه المصطبة".

وفيه جاءت الأخبار من حلب بأن الصفوي قد انتصر على أزبك خان ملك التتر وقتله وقطع رأسه، فتنكد السلطان لهذا الخبر وأقام عنده الأمراء إلى قريب الظهر وهم في ضرب مشورة بسبب ذلك. وكان أزبك خان ضد الصفوي وكان مشغولا بمحاربته عن ابن عثمان وسلطان مصر، فلما أشيع قتل أزبك خان خشي السلطان من أمر الصفوي أن يزحف على البلاد.

وفي أواخر هذه السنة توفي الشيخ أبو النجا القمني، وكان شاعرا لطيف الذات عشير الناس، وقد ناف عن السبعين.

وفيه توفي رضى الدين حسن بن عبد القادر ابن حسين المقرئ، وكان لا بأس به.


(١) - يريد أن يقول أن أمير العشرة أزدمر كان مملوكا "يقتنيه" الأمير فاني باي قرا

<<  <  ج: ص:  >  >>