للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قرب مع السقايين ويسقيهم السكر بالطاسات، وحكوا عنه أشياء غريبة من هطا النمط، ورتب العليق لخيول العسكر بطول الطريق، وكانت هذه السفرة على سبيل التنزه.

وقد أشيع بين الناس أن السلطان توجه إلى هناك بسبب مطلب وجد هناك، والأصح أنه توجه بسبب الكشف على الجسر الذي هناك، وهو جسر اللاهون، وجسر آخر هناك، فإنه كان تقطع حتى شرق منه أقليم الفيوم. فلما توجه السلطان إلى هناك صار يتصيد في جهات الفيوم ودخل عليه جملة تقادم من مشايخ العربان وغيرهم.

وقد بلغني ممن أثق به أن السلطان فرق على الأمراء الذين كانوا معه من التقادم التي دخلت عليه، فأعطى الأتابكي سودون العجمي ثلاثمائة دينار وفرسين وخمسين رأس غنم وخمس بقرات، وأعطى الأمير أركماس أمير مجلس مائتي دينار وفرسا وأربعين رأس غنم وأربع بقرات، وأعطى الأمير طومان باي الدوادار الكبير رمثل ذلك، وأعطى الأمير أنص باي حاجب الحجاب مثل ذلك، وأعطى لبقية الأمراء المقدمين لكل واحد منهم مائة وخمسين دينارا وفرسا وبقرتين وأربعين رميسا، هذا خارجا عن الأوز والدجاج. وأعطى للأمراء الطلبخانات لكل واحد منهم أربعين دينارا وللأمراء العشراوات لكل واحد منهم عشرين دينارا وفرق عليهم أغناما بحسب مقام كل واحد منهم، وأنعم على جماعة من الخاصكية من أرباب الوظائف بحسب ما يختاره، ثم أنعم على من كان معه من المغاني لكل واحد منهم بعشرين دينارا وحنين صوف بسنجاب. وهذا على ما نقل ولم ألتزم صحة ذلك.

ثم أن السلطان ألبس الأمراء المقدمين عند عودة إلى القلعة لكل واحد من أرباب الوظائف كاملية مخمل أحمر بسمور، وألبس بقية الأمراء المقدمين كوامل صوف بسمر، وألبس قاضي القضاة عبد البر بن الشحنة كاملية صوف أبيض بسمور، وألبس جماعة ممن كان معه من أرباب الوظائف لكل واحد منهم كاملية صوف بسمور، وقد تقدم القول على ذلك.

فلما طلع السلطان إلى القلعة دخل إلى الميدان وكان مستهل الشهر، فطلع القضاة إلى الميدان وهنوه بالشهر، ثم نزلوا صحبة قاضي القضاة الحنفي عبد البر بن الشحنة.

وهذا ملخص ما وقع للسلطان في هذه السفرة إلى الفيوم.

وفي يوم الأربعاء ثالثة نزل السلطان إلى قبة يشبك التي في المطرية وكشف على العمارة التي أنشأها هناك.

وفي يوم الخميس رابعة ابتدأ السلطان بتفرقة الأضحية على العسكر ومن له عادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>