للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشريه، نودي في القاهرة بأن أولاد الناس ومن بمصر من الأروام يطلعون إلى القلعة للعرض بين يدي ملك الأمراء، فصار جماعة من خان الخليلي من الطباخين، ومن يعمل السراميج، ومن يعمل السنبوسك، يطلعون إلى القلعة ويكتبون أسماءهم في الديوان، ويسمون أنفسهم الكملية ويتزيون بزيهم، وصار العسكر ملفقا من سائر الطوائف والأجناس، ففي سبيل الله خيار السبيل.

ثم أن طائفة الأصباهية والكملية تغلبوا على ملك الأمراء، وقالوا: نحن ما نخرج إلى قتال نائب الشام إلا بمرسوم من عند السلطان سليمان بن عثمان، ونحن ما علينا إلا حفظ درك القلعة والمدينة، فإن دخل إلينا نائب الشام حاربناه فوقع الخلف بين العسكر العثناني وبين ملك الأمراء بسبب ذلك.

وكان من حين تولى السلطان سليمان مملكة الروم لم يرسل إلى ملك الأمراء خلعة الاستمرار، فطمع فيه كل أحد بسبب ذلك، وصارت الأخبار في كل يوم ترد إلى ملك الأمراء بأن جان بردي الغزالي نائب الشام قد زحف وخرج من الشام في عسكر كثيف، وقصد نحو الديار المصرية، ومعه طائفة كثيرة من الأكراد ومن عربان جبل نابلس، ومن عربان بني عطاء، وبني عطية، وغير ذلك من طوائف العربان، وغيرهم من عساكر دمشق.

وفيه قدمت الأخبار بأن عربان بني عطاء وبني عطية اتفقوا مع عربان طائفة السوالم وكسروا طراباي بن قراجا شيخ عربان جبل نابلس، وكان ملك الأمراء خلع عليه وعلى جماعة من مشايخ عربان جبل نابلس، وأنعم عليهم بمال له صورة على أنهم يلاقون جان بردي الغزالي، ويحاربونه قبل أن يدخل إلى القاهرة.

وفيه قدمت الأخبار بأن جماعة من عربان الغربية ثاروا على كاشف الغربية، فهرب منهم وأرسل يعلم ملك الأمراء بذلك، ليعين لهم تجريدة.

وفيه حضر شيخ العرب بيبرس بن بقر وقابل ملك الأمراء، فخلع عليه، وان أشيع عصيانه.

وفيه عرض ملك الأمراء من بالسجون فأطلق منهم عشرين إنسانا، وقيل: صالح جماعة منهم ممن عليهم الديون وقام بذلك من ماله.

وفيه قبض ملك الأمراء على شخص من الغلمان كان عند جان بردي نائب قطيا الذي تسحب منها، فلما قبض عليه ومثل بين يديه قال له: أخبرني عن أحوال الغزالي، كيف تسلطن، فقال: ما عندي منه علم. وكان أشيع عن ذلك الغلام أنه أتى من عند

<<  <  ج: ص:  >  >>