للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعتبر مصر متقدمة في حضارتها السابقة خاصّة الفرعونية منها على غير من الأمم والشعوب، فبنيت الأهرامات الّتي حافظت على أسرارها متحدية إنسان اليوم في كشف أغوارها، ناهيك عن التحنيط الذي ما زال السر الأعظم دون أن نتطرق إلى أبحاثهم المتقدمة في الرياضيات والعلوم الهندسية، والفلكية والطبية، ولو قدّر لهذه الحضارة الاستمرار فأين كان يمكن أن تصل؟

وهكذا استمرت مصر تقدم للعالم نموذجا عن حضارة بائدة، طمر الزمن الكثير الكثير منها، حتّى أن بعض المؤرخين يقدمون فرضية خيالية، بأن الأرض زارها سكان كواكب أخرى، وتسببت هذه الزيارات بنشوء حضارات سابقة، اختفت نتيجة عوامل طبيعية كالبراكين والتغيرات المناخية على سطح الأرض، وذهبوا أبعد من ذلك فاعتبروا أن الهرم الأكبر "خوفو" كان نوعا من أنواع جهاز الإرسال اللاسلكي وقد اقامه زوار الأرض للاتصال مع العالم الذي أتوا منه، وأن القدماء عرفوا الكهرباء، واستخدموها في اتصالاتهم ومن أصحاب هذه الفرضية روبرت بوفال وغراهام هانكوك في كتاب "حافظ السلالات" وقد ظهر في بريطانيا عام ١٩٩٦ م. وروبرت شوك.

وتغيرت العصور، فمن العصر الإسلامي إلى الفاطمي إلى الأيوبي والعثماني، اختلفت القيادات، لكن مصر بقيت قوية متّقدة تنير على العالم العربي، ويقصدها الغربيون لاكتشاف أغوارها، فكانت محط رحال العلماء والقادة والملوك.

وفيها ولد النبي موسى وهارون ، ويوشع بن نون ودخلها عيسى ابن مريم وابراهيم الخليل ويعقوب ويوسف والأسباط، ولقمان ودفن فيها جماعة كبيرة من العلماء.

وسكنها سحرة فرعون، وبهذا تكون مصر قد جمعت النقائض وعلى أرضها بنيت أعظم حضارة في التاريخ.

بدائع الزهور في وقائع الزهور كتاب دخل في الحياة اليومية في مصر وبيّن حدودها ومساحتها الجغرافية، وقد اعتنى عناية خاصة بما ورد في حقّها في آيات عظيمة، وأحاديث نبوية شريفة، وردت على لسان أكثر من نبيّ ورسول، وما خصّت به دون غيرها من البلاد في شبه الجزيرة العربيّة من فضائل ومحاسن وعجائب، وما ذكره الشعراء في حقّها وصفا ومدحا.

<<  <  ج: ص:  >  >>