للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابراهيم المعمار:

يا طالبا للموت قم واغتنم … هذا أوان الموت ما فاتا

قد رخص الموت على أهله … ومات من لا عمره ماتا

وقوله أيضا:

قبح الطاعون داء … فقدت فيه الأحبة

يبعث الأنفس فيه … كل إنسان بحبة

ومن مجونه قوله:

قلت لمن بالحشيش مشتغل: … ويحك، ما تخشى هذه الكتبة!

فالناس ماتوا بكبة ظهرت … فقال: إني أعيش بالكبه

وقال بعضهم:

تروعنا الجنائز مقبلات … وتلهو حين تذهب مدبرات

كروعة ظبية صدفت لذئب … فلما غاب عادت راتعات

وقال آخر:

نراع بالموت ساعة ذكره … ونعرض للدنيا فنلهو ونلعب

ونحن بنو الدنيا خلقنا لغيرها … وما كنت منه فهو شيء محبب

قيل لما زاد أمر هذا الطاعون بالديار المصرية، أمر بعض العلماء بأن الناس يخرجون قاطبة إلى الدعاء برفعه، فخرج الناس قاطبة إلى الصحراء وفعلوا كما يفعلون في الاستسقاء، فلم يفد ذلك شيئا، بل زاد أمر الطاعون حتى عم سائر البلاد، ودخل إلى مكة، ولم يعهد هذا قط في سوى هذه السنة … نقل ذلك ابن حجر في كتاب "بذل الماعون في أخبار الطاعون".

<<  <  ج: ص:  >  >>