للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل لما كملت عمارة هذا الجامع رسم السلطان بأن تملأ الفسقية التي في صحن الجامع سكرا وماء ليمون، فملئت سكرا ووقف رءوس النواب يفرقون السكر على الناس بالطاسات، وخلع في ذلك اليوم على جماعة كثيرة من المشدين والمهندسين والبنائين والمرخمين والنجارين. فلما كان يوم الجمعة حضر بالجامع القضاة الأربعة وسائر الأمراء وأرباب الوظائف وأعيان العلماء، وخطب في ذلك اليوم القاضي ناصر الدين بن البارزي كاتب السر الشريف خطبه بليغة، وكان يوما مشهودا، فلما كان وقت الحضور في الجامع اجتمع الطلبة وخرج الشيخ شمس الدين الديري من الخلوة وقدامه ولد السلطان المقر الصارمي ابراهيم، وهو حامل سجادة الشيخ شمس الدين الديري حتى فرشها له في المحراب، وفي ذلك يقول بعض شعراء العصر:

ان يقولوا سجادة فوق بحر … لولى يمشي عليها كرامه

قلت هذى سجادة فوقها البح … ر فحدث عنه بغير ملامه

ومن الحوادث أنه لما بنوا مئذنتي هذا الجامع مالت احداهما إلى السقوط عندما كملت، فرسم بهدمها فهدمت ثم أعيدت ثانيا، فقال العلامة شهاب الدين بن حجر يداعب قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني الحنفي في هذه الواقعة:

لجامع مولانا المؤيد رونق … منارته تزهو من الحسن والزين

تقول وقد مالت عليهم ترفقوا … فليس على هدمي أضر من العين

فأجابه عن ذلك بدر الدين بن العيني:

منارة كعروس الحسن اذ جليت … وهدمها بقضاء الله والقدر

قالوا أصيبت بعين قلت ذا غلط … ما أوجب الهدم إلا خسة الحجر

ومما عد له من المحاسن أنه أبطل مكس الفواكه قاطبة، ونقش ذلك على رخامة وجعلها بباب هذا الجامع لما كمل بناؤه.

<<  <  ج: ص:  >  >>