وفي شعبان جاءت الأخبار بوفاة السيد الشريف بركات سلطان مكة. وهو بركات بن عجلان بن رميثة الحسني، وكان من خير أمراء مكة، ومولده سنة اثنتين وثمانمائة.
وفيه، في خامس عشر مسرى، كان وفاء النيل المبارك، ونزل المقر الشهابي أحمد ابن السلطان وفتح السد على العادة.
وفيه خلع السلطان على اينال اليشبكي، وقرر في نيابة طرابلس عوضا عن يشبك النوروزي، وقرر في نيابة صفد جانى بك التاجي عوضا عن اياس الطويل، وقرر في نيابة غزة خاير بك النوروزي أحد الأمراء بصفد، وقرر في نيابة ملطية أقبردي الساقي أتابك العسكر بحلب عوضا عن قايتباي الناصري، وقرر في أنابكية حلب سودون الناصري أتابك طرابلس - وكان هذا كله بتدبير الجمالي يوسف ناظر الخاص.
وفيه زاد النيل زيادة مفرطة حتى قطع الجسور وغرق غالب البلدان، فبعد ما جرى ذلك هبط النيل بسرعة، وشرق جانب من البلاد، وارتفع سعر الغلال بسبب ذلك.
وفي رمضان قرر ابن الوجيه في نظر الجيش بحلب عوضا عن ابن السفاح.
وفيه قرر في قضاء الشافعية بمكة محب الدين الطبري، وصرف عنها أبو السعادات بن ظهيرة، وقرر في نظر الحرم الشريف برهان الدين بن ظهيرة الذي عظم أمره فيما بعد وانتهت إليه رياسة مكة.
وفيه قدم جاني بك نائب جدة وسعى إلى السيد الشريف محمد بن بركات المتوفي في امرية مكة عوضا عن أبيه بخمسين ألف دينار، فولاه السلطان وأقام بها حتى توفى في صفر سنة ثلاث وتسعمائة وكان من خيار أمراء مكة.
*****
وفي شوال رسم السلطان بعمل كسوة للحجرة الشريفة، فلما انتهى العمل منها عرضها ناظر الخاص يوسف على السلطان، فألبسه كاملية حافلة.
وفيه خرج الحاج من القاهرة، وكان أمير ركب المحمل بيبرس الأشرفي.
وفيه تغير خاطر السلطان على نقيب الجيش ابن محمد الصغير وهو عبد العزيز، فضربه بين يديه ضربا مبرحا، وأمر بنفيه إلى دمياط لأمر أوجب ذلك. ثم أن السلطان خلع على العلائي علي بن القيسي وقرره في نقابة الجيش عوضا عن عبد العزيز ابن محمد الصغير، وكان السلطان عينها إلى خشكلدي الزردكاش، فوقع الاختيار بعد ذلك على ابن القيسي.