للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغريبة حيث جمع ابن العيني هذه الأموال الجزيلة في دون الأربع سنين منذ قرر في التقدمة إلى أن قبض عليه، فعند ذلك من النوادر.

وفيه ركب السلطان ونزل إلى القرافة وزار الأولياء، وعاد من طريق قناطر السباع، ودخل إلى دار سودون البرقي وعاده في مرضه، وأقام عنده ساعة، ثم ركب وطلع إلى القلعة.

وفيه أخرج السلطان جماعة من الخشقدمية إلى جهة الوجه القبلي مع الكشاف وغيرهم كما كانت عادة المماليك الاينالية.

وفيه قرر بيبرس الأشقر في أتابكية صفد.

وفيه توفى سودون البرقي - وكان يعرف بالتمشي - وكان أصله من مماليك الظاهر جقمق وقاسى محنا وشدائد ونفى واختفى. وكان إنسانا حسنا، وعندما بقى مقدم ألف مات في سنته.

وفيه خلع السلطان على الصاحب شمس الدين محمد - والد الصاحب علاء الدين الأهناسي - وقرره في الوزارة عوضا عن قاسم شغيته، وقرر ولده محمدا في نظر الدولة عوضا عن عبد القادر.

وفيه أشيع أنه فقد من الخزينة السلطانية نحو عشرين ألف دينار، فظهر أن خوند سوارباي وسرارى الظاهر خشقدم قد سرقوا ذلك، فرسم السلطان على خوند سوارباي وأقامت في الترسيم مدة حتى أرضت السلطان.

وفيه وصل إلى الأبواب الشريفة السيد علي بن بركات الحسنى وقد غضب من أخيه محمد سلطان مكة. فلما طلع إلى القلعة أكرمه السلطان وخلع عليه واستمر مقيما بمصر ورتب له ما يكفيه إلى أن مات بعد مدة طويلة، وكان السيد محمد سلطان مكة أرسل للسلطان ستين ألف دينار على أنه يعوقه عنده بمصر حتى لا يقيم فتنة بمكة، شرفها الله وعظمها.

وفيه ركب السلطان ونزل إلى القرافة وزار الإمام الشافعي والإمام الليث ورحمهما، ثم سار إلى بركة الحبش ولعب بالكرة، ثم عاد إلى القلعة وخلع على تانى بك المعلم كاملية بسمور وقد أعجبه ضربه للكرة.

وفيه كان ختم البخاري بالقلعة - وهو أول بخاري ختم للسلطان - وكان يوما مشهودا.

وحضر القضاة الأربعة وأعيان العلماء، وفرقت الصرر على من له عادة، وكذلك الخلع فرقت على أعيان العلماء، وكان ختما حافلا.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>