للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ربيع الأول عمل السلطان المولد النبوي، وكان حافلا.

وفيه توفى الشيخ تقي الدين الحصني الشافعي وهو أبو بكر بن محمد بن شادي، وكان عالما فاضلا بارعا في الفقه والعربية وغير ذلك من العلوم، وكان دينا خيرا لا بأس به، ولى عدة وظائف أي تداريس، منها تدريس المدرسة الصلاحية، التي بجوار قبة الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه. فلما مات قرر بها الشيخ زين الدين زكريا الأنصاري عوضا عن الحصني.

وفيه توفى قاضي القضاة شهاب الدين أحمد المعروف بالمكيني، وهو أحمد بن محمد بن بركوت الحبشي التارج الكارمي، وكان عالما فاضلا رئيسا حشما، ربيب قاضي القضاة صالح البلقيني، وولى عدة وظائف سنية، منها حسبة القاهرة، ثم ولى قضاء الشافعية، وغرم بسببها مالا له صورة، ولم يمكث في القضاء سوى مدة يسيرة، وعزل عنها.

وفيه حضر نجاب من مكة، وأخبر بوفاة القاضي شرف الدين الأنصاري، وهو موسى بن علي بن سليمان التتائي الشافعي، وكان رئيسا حشما، غير خال من فضيلة، عارفا بأحوال المملكة، سيوسا حسن الرأي، وولى عدة وظائف سنية، منها نظر الجيش، ونظر الخاص، ووكالة بيت المال، وغير ذلك من الوظائف السنية، حتى عد مدبر المملكة، وكان مولده بعد العشرين وثمانمائة.

وفيه أرسل نائب الشام جاني بك قلقسير، هدية للسلطان، من جملتها من الذهب النقد عشرة آلاف دينار، وعدة حمالين ما بين سمور، ووشق وسنجاب وصوف، وغير ذلك.

*****

وفي ربيع الآخر وقع حريق عظيم بباب السلسلة، فاحترق من خيول السلطان الخاص ستة أرؤس. وقد أعيا المماليك طفيه. وهدم من سور باب السلسلة جانب عظيم.

وفيه في ثالث مسرى كان وفاء النيل المبارك، وتوجه الأتابكي أزبك وفتح السد على العادة، وكان يوما مشهودا.

وفيه توفى نائب الاسكندرية قانم قشير الظاهري، وكان لا بأس به.

*****

وفي جمادي الأولى عاد الأمير يشبك من بلاد الصعيد، ولم يظفر بأولاد ابن عمر.

وفيه قرر في أمرية الحاج بركب المحمل ثاني بك الجمالي الظاهري، أحد مقدمي الألوف، وقرر اقبردي الأشرفي أمير ركب الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>