للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بها نوع يقال له البنج وهو مثل اللوز الأخضر، وكان من محاسن مصر ولكن انقطع منها في سنة سبعمائة من الهجرة.

وكان بها الماسكة ومنافعها لا تنكر.

وبها الخوخ الزهري الأحمر ولا يوجد إلا بها.

وبها العسل النحل المصري وهو أطيب من غيره من الأشربة وله فضيلة دون غيره.

وبها نتاج الخيل والبغال والحمير تفوق على غيرها من البلاد.

وبها الطرز الأسيوطية وكانت لا توجد إلا بها.

وبها الثياب الديبقية، كانت تعمل بمدينة تنيس، يبلغ ثمن الثوب منها مائة دينار.

وبها جلال الخيل والبراقع والطنافس لا تعمل إلا بها.

وبها المقاطع الشرب لا تعمل إلا بدمياط، ولها خاصية دون غيرها.

وبها العرس والنمس، ولهما فضيلة لا تنكر في أكل الثعابين حتى قيل: لولا العرس والنمس لما سكنت مصر.

وبها البطيخ الصيفي، ومنافعه لا تنكر. قيل نقلت زريعته إلى مصر من بلاد الهند في أيام القبط.

وبها الرخام المرمر، ومنافعه لا تنكر.

وبها القرط الذي تربط عليه الخيول في زمن الربيع.

وبها الكتان، ومنافعه لا تنكر.

وبها الخيار شنبر، ومنافعه لا تنكر.

ومن أجل منافعها ماء النيل المبارك وسرعة هضمه للأكل. قال بعض الحكماء،" لولا ماء الليمون على أهل مصر لوخموا من حلاوة ماء النيل".

وبها ماء العوسج، ومنافعه لا تنكر.

ومن فضائل مصر أن الرخامة الخضراء الفستقية التي في الحجر عند الكعبة أصلها من مصر، بعثها إلى مكة محمد بن طريف، مولى العباس بن محمد، في سنة إحدى وأربعين ومائتين من الهجرة، وبعث معها رخامة أخرى فستقية وضعت على سطح الكعبة عند الميزاب. وقبل طولهما ذراع بالعمل وثلاث أصابع، وعرضهما مثل ذلك. ذكره الفاكهي في تاريخ مكة.

قال المسعودي:" إن كل قرية من قرى مصر تصلح أن تكون مدينة على انفرادها".

وقد قال الله تعالى في حق قرى مصر:" ﴿وَاِبْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ﴾ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>