وفيه كان الوفاء في آخره، وحصل للناس غاية الجبر بكسره، بعد أن كان قد نقص وأيس الناس من طلوعه في السنة المذكورة، فتوجه أمير كبير أزبك وفتح السد على العادة، وكان يوما مشهودا.
وفيه توفي عبد العظيم أحد كتاب المماليك، وكان لا بأس به.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة يشبك بن حيدر نائب حماة، وكان أصله من مماليك الأشرف اينال، وتولى عدة وظائف سنية منها ولاية القاهرة والأمير آخورية الثانية، ثم بقي مقدم ألف بمصر ثم بقي نائب حماة وكان لا بأس به، ومات وهو نائب حماة ودفن بها. فلما مات يشبك خلع السلطان علي أقباي الطويل وقرره في نيابة حماة عوضا عن يشبك بن حيدر بحكم وفاته.
وفيه من الحوادث أنه وقع واقع وهو مقطع بالجبل المقطم على جماعة من الحجارين فماتوا تحته، ومن المماليك ثلاثة أنفار كانوا هناك بسبب النقارة. ومات تحت الواقع عدة جمال وحمير كانت هناك لأجل حمل النقارة. وكان وقع على حين غفلة وكان أمرا مهولا.
ومن العجائب أن شخصا من المماليك الذين كانوا هناك ووقع الواقع عليهم تصلب عليه شيء من الأحجار فأقام تحت الردم ثلاثة أيام، فعمل له نقب وخلصوه وهو فيه الروح وعاش بعد ذلك مدة طويلة.
*****
وفي ذي الحجة فتح الأتابكي أزبك سد بركة الأزبكية وكان يوما مشهودا. ثم بعد أيام صنع وقدة حافلة وحراقة نفط، وعزم علي ابن السلطان، فنزل إليه وبات عنده في القصر المطل على البركة، ومد له أسمطة حافلة، وقدم له تقادم حافلة ما بين مماليك وخيول وقماش وغير ذلك، ثم طلع ابن السلطان إلى القلعة في اليوم الثاني أواخر النهار، ولم يشق ابن السلطان من المدينة سوى ذلك اليوم منذ نشأ، وكان مقيما بالقلعة لم ير البحر قط.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة صاحب سمرقند وهو الملك المعظم أحمد بن أبي سعيد، فلما مات تولى على سمرقند بعده أخوه محمود صاحب بلخشان.
وفيه جاءت الأخبار بوفاة صاحب فرغانة من بلاد المشرق وهو عمر بن أبي سعيد، وكان فيه الخير والعدل في الرعية، ولما مات تولى من بعده على مدينة فرغانة أخوه أحمد.