أحمد بن محمد بن ياسين الهروي كان أحد حفاظ الإسلام للحديث وعلمه وعلله وسنده في أعلى درجة مع النسك والعفاف والصلاح والورع وقال محمد بن إسحاق الصغاني وإبراهيم الحربي ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود ﵇ الحديد وقال محمد بن مخلد كان أبو داود يفي بمذاكرة مائة ألف حديث ولما صنف السنن وقرأه على الناس صار كتابه لأهل الحديث كالمصحف يتبعونه وأقر له أهل زمانه بالحفظ. وقال موسى بن هارون خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة وقال علان بن عبد الصمد كان من فرسان هذا الشأن وقال أبو حاتم بن حبان كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا وإتقانا جمع وصنف وذب عن السنن وقال أبو عبد الله بن منده الذين اخرجوا وميز والثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة البخاري ومسلم وبعدهما أبو داود والنسائي وقال الحاكم أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة وقال القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود فقيل يا با داود هذا سهل جاءك زائرا فرحب به فقال له سهل أخرج إلي لسانك الذي تحدث به أحاديث رسول الله ﵌ حتى أقبله قال فأخرج إليه لسانه فقبله. قال أبو عبيد الآجري مات لأربع عشرة بقين من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين. قلت. وشيوخه في السنن وغيرها نحو من ثلاثمائة نفس لم يستوعبهم المؤلف فلأجل ذا اختصرتهم وروى عنه من الأئمة أيضا محمد بن نصر المروزي وقال موسى بن هارون ما رأيت