شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل. وقال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة لم كان صغو الناس إلى علي بن أبي طالب فقال يا ابن أخي إن عليا كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم وكان له البسطة في العشيرة والقدم في الإسلام والظهر برسول الله ﵌ والفقه في السنة والنجدة في الحرب والجود في الماعون. قال أبو عمر بويع لعلي بالخلافة يوم قتل عثمان فاجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار إلا نفرا منهم لم يهجهم علي وقال أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطل وتخلف عنه معاوية في أهل الشام فكان منهم في صفين بعد الجمل ما كان ثم خرجت عليه الخوارج وكفروه بسبب التحكيم ثم اجتمعوا وشقوا عصى المسلمين وقطعوا السبيل فخرج إليهم بمن معه فقاتلهم بالنهر وان فقتلهم واستأصل جمهورهم فانتدب له من بقاياهم عبد الرحمن بن ملجم وكان فاتكا فقتله ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت وقيل بقيت من رمضان سنة (٤٠) وقبل في أول ليلة في العشر الأواخر وروى عن أبي جعفر أن قبر علي جهل موضعه وقيل دفن في قصر الإمارة وقيل في رحبة الكوفة وقيل بنجف الحيرة وقيل غير ذلك وروى ابن جريج عن محمد بن علي يعني الباقر أن عليا مات وهو ابن (٣) أو (٦٤) سنة وقيل ابن (٦٥) وقيل (٥٨) وقيل غير ذلك قال وأحسن ما رأيت في صفته بأنه كان ربعة أدعج العينين حسن الوجه عظيم البطن عريض