للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ} وقد جرت عادته تعالى ألا يعذب أمة إلا بعد إخراج نبيها والمؤمنين منها {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} قيل: كان المشركون يقولون عند طوافهم بالبيت: غفرانك غفرانك. وقيل: أريد بالمستغفرين: المؤمنين المستضعفين؛ وهو كقوله تعالى: {لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} وقد ذهب المفسرون إلى أنه كان فيهم أمانان: نبي الله تعالى والاستغفار؛ فذهب النبي بموته، وبقي الاستغفار. وقد فاتهم أن الذي ذهب من الأمانين هو الاستغفار؛ لا الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه؛ إذ لم يبق الآن مستغفر؛ وإذا استغفر إنسان: فاستغفاره في حاجة إلى استغفار أما الرسول فهو بين ظهرانينا - بل بين جوانحنا - إلى يوم نلقى الله؛ ممتعين باستغفاره لذنوبنا، وشفاعته لنا إن شاء الله قال: «تعرض علي أعمالكم؛ فإن وجدت خيراً حمدت الله، وإن وجدت شراً استغفرت لكم»