{وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ} أي جماعة من مثقفيكم وعلمائكم {يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} يرشدون إلى الإيمان، ويحضون على الإحسان، ويوجهون إلى البر، ويحثون على الشكر {وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} بالفعل الحسن الذي يقره العرف والشرع {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} الذي يستقبحه الشرع، وينكره العقل {وَأُوْلئِكَ} الداعون إلى الخير، الآمرون بالمعروف، الناهون عن المنكر {هُمُ الْمُفْلِحُونَ} هذا وقد أوجب الله تعالى على سائر الأمة الإسلامية: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ لما يترتب على تركهما من فشو المعاصي، وانتهاك حرمات الله تعالى. قال:«ما أقر قوم المنكر بين أظهرهم؛ إلا عمهم الله بعذاب محتضر» وها نحن أولاء - وقد دعونا إلى الشر، وأمرنا بالنكر، ونهينا عن الخير - نعاني قلة البركات، وفساد النفوس والثمرات، وقلة الأرباح، وكساد التجارات، وعقوق الأبناء، وتجبر الآباء ولا دواء لما نعانيه، وشفاء لما نلاقيه؛ سوى اللجوء إلى الله تعالى، والتمسك بأوامره، واجتناب نواهيه وزواجره