{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ} قيل: نزلت في الجلاسبن سويد بن الصامت؛ وقد أقبل هو وابن امرأته مصعب من قباء؛ على حمير لهم. فقال الجلاس: إن كان ما جاء به محمد حقاً؛ لنحن أشر من حميرنا هذه التي نحن عليها. فقال مصعب: أما والله يا عدو الله لأخبرن رسول الله بما قلت؛ فإني إن لا أفعل أخاف أن تصيبني قارعة وأؤاخذ بخطيئتك فلما أتيا النبي؛ قال مصعب: يا رسول الله أقبلت أنا والجلاس من قباء، فقال كذا وكذا. فقال للجلاس:«أقلت الذي قال مصعب»؟ فحلف ما قال؛ فنزلت {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ}{وَهَمُّواْ} بالفتك بالنبي {بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} لأن الله تعالى عصمه منهم؛ قال تعالى:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}{وَمَآ} أي وما أنكروا، وما عابوا {إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ}
قيل: قتل مولى للجلاس؛ فقضى رسول الله له بديته؛ فكانت سبباً في غناه {فَإِن يَتُوبُواْ} عن النفاق، وعن كلمة الكفر {يَكُ خَيْراً لَّهُمْ} في الدنيا والآخرة {وَإِن يَتَوَلَّوْا} يعرضوا ويصروا على النفاق {يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا} بالقتل، والأسر، والذل {وَالآخِرَةِ} بالنار وبئس القرار