وهذا من باب التمثيل والتخييل. والمعنى: أنه تعالى نصب لهم الأدلة على ربوبيته، والبراهين على وحدانيته، فشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها الله تعالى فيهم، وجعلها مميزة بين الضلالة والهداية فكأنه تعالى أشهدهم على أنفسهم، وقال لهم:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} وكأنهم {قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَآ} وهذا التمثيل شائع سائغ في لغة العرب وأشعارهم {أَن تَقُولُواْ} أي أشهدناكم على أنفسكم؛ لئلا تقولوا {يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا} الإيمان {غَافِلِينَ} فلم نعلم عنه شيئاً