للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ} حتماً ولا يبقى غير وجه الله تعالى. وهذه الدنيا - كما أنها ليست بدار خلود - فإنها ليست بدار جزاء؛ فقد يغني الله تعالى فيها الشقي، ويفقر التقي {وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ} كاملة {يَوْمُ الْقِيَامَةِ} فيدخل الجنة من ابتغاها وعمل لها، ويصلى النار من كفر بالله، ولم يعبأ بوعده ووعيده {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} بأمر الله {وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ} بفضله ورضاه {فَقَدْ فَازَ} فوزاً عظيماً {وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} يتمتع بها من يغتر بزخرفها؛ وقد قلت فيها:

تعلموا أنما دنياكم عرض

ما لامرىء عاقل في جمعها غرض

دنيا تهم إذا ما أقبلت وإذا

ما أدبرت فهي في قلب الفتى مرض

فكم لفرقتها أشفى على تلف

صب بها مولع في حبها حرض

وهي الغرور فمن يبغ الركون لها

فإنه بين أهل الحق معترض

صلوا وصوموا وهشوا للزكاة إذا

ما كان مال، وقولوا: الحج مفترض

وارضوا بما قسم الرحمن بينكموا

فحسبكم أن تكونوا في الذين رضوا

ولا تظنوا دوام الحال، واعتبروا

بمن ترون عياناً، أو من انقرضوا