{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} يئسوا من إيمان قومهم؛ أو يئسوا من النصر على أقوامهم {وَظَنُّواْ} أي استيقن قومهم {أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} أي أن الرسل قد أخلفوا ما وعدوا به من النصر، أو ما وعدوا به من نزول العذاب بالمكذبين؛ وقرىء «كذبوا» بالتثقيل؛ أي وتأكد الرسل أنهم قد كذبوا من قومهم تكذيباً لا إيمان بعده. وقال بعضهم: إن المعنى: وظن الرسل أن الله أخلفهم ما وعدهم به؛ وهو كفر لا يجوز نسبته إلى عامة المؤمنين فما بالك بخاصتهم، وما بالك بالرسل؛ الذين هم صفوة عباد الله وخيرته من خليقته ومن عجب أنهم ينسبون هذا التأويل إلى حبر الأمة وترجمان القرآن: ابن عباس رضي الله تعالى عنهما والأعجب من ذلك أنهم يزعمون أن السامع ناقش ابن عباس في ذلك القول؛ فقال له: ألم يكونوا بشراً؟ وتلا قوله تعالى:«حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب» فاحذر - هداك الله وعافاك - من هذه الدسائس فهي كثر {جَآءَهُمْ نَصْرُنَا} أي جاء الرسل نصرنا {فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ} وهم المؤمنون {وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا} عذابنا {عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} الكافرين