{لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} وهو {الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}{بَقْلِهَا} البقل: ما تنبته الأرض من الخضر؛ كالفول والفاصوليا واللوبيا، والحمص وأمثالها؛ وهو ما ينبت في بزره لا في أصل ثابت {وَفُومِهَا} الفوم: الثوم. وقيل: الحنطة {الَّذِي هُوَ أَدْنَى} أقل وأحقر {اهْبِطُواْ مِصْراً} المصر: العاصمة. أي اهبطوا مصراً من الأمصار، أو هي مصر نفسها {فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ} من البقل، والقثاء، والفوم، والعدس والبصل.
⦗١٢⦘ {وَضُرِبَتْ} جعلت {عَلَيْهِمْ} وصارت لزاماً لهم {الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} أعطاهم الله تعالى جميع ما سألوا، ووهبهم فوق الذي طلبوا؛ فما زادهم ذلك إلا طغياناً وكفراناً؛ فسلبهم العزة، وألبسهم الذلة. وليس المراد بالمسكنة: الفقر نفسه؛ بل المراد لازمه؛ وهو الحقارة، وقلة الشأن، والصَّغار. ومصداق هذه الآية: اضطهاد العالم أجمع لليهود، وتشتيتهم في سائر الممالك؛ حيث لا وحدة تجمعهم، ولا رابطة تضمهم؛ اللهم سوى ما اغتصبه بعض الأفاقين من أرض فلسطين؛ وهو عائد إلى أربابه بإذن رب العالمين {وَبَآءُوا} رجعوا