{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ} وهو عزير: أحد أنبياء بني إسرائيل (انظر آية ٣٠ من سورة التوبة){وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} أي ساقطة على سقوفها؛ وهي بيت المقدس؛ وقد خربها بختنصر، وقتل أهلها ومن فيها {قَالَ} عزير في نفسه {أَنَّى يُحْيِي} كيف يحيي؟ {هَذِهِ} القرية؛ أي أهلها {اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} خرابها وهلاك أهليها {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ} أنامه؛ كما أنام أصحاب الكهف نيف وثلاثمائة عام {ثُمَّ بَعَثَهُ} أيقظه كما أيقظهم. وقد يكون المراد بالإماتة: الموت الحقيقي؛ الذي هو سلب الروح من الجسد - سلباً كلياً - ليكون إحياؤه دليلاً على إحياء أمثاله ممن مات من أهل هذه القرية {لَمْ يَتَسَنَّهْ} لم يتغير {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ} كيف صار رميماً؛ وهذا يدل على طول المكث، وأنه لبث مائة عام؛ لا {يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} كما توهم. وقد أراه الله تعالى - في نفسه - كيف يقوم الإنسان بعد الإحياء عند بعثه، وأراه - في حماره - كيف يجمع العظم المتفتت، وكيف يركب بعضه فوق بعض {وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} نركب بعضها على بعض (انظر آية ٢٠ من سورة الكهف)