{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَآءَ كُلَّهَا} أي ألهمه معرفة كل شيء يحتاج إليه. وسمى «آدم» لخلقته من أديم الأرض؛ وهو ما على وجهها من تراب. وزعم بعضهم: أن آدم وإبليس ليسا على حقيقتهما؛ وإنما هما رمزان لا أصل لهما؛ يمثلان الشر والمعصية. وهو قول بادي البطلان؛ يدفعه صريح القرآن {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ} أي عرض المسميات لا الأسماء؛ بدليل قوله تعالى:{أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَؤُلاءِ} المسميات؛ ليريهم أنه تعالى قد وهب لآدم من المعرفة ما لم يهبه لهم، وليريهم آيته في حكمة خلق الإنسان وخلافته في الأرض.
هذا وقد أضفى تعالى على نبينا صلوات الله تعالى وسلامه عليه علوم الأولين والآخرين؛ ليجعله رحمة للعالمين؛ ولله در البوصيري حيث يقول في همزيته: