{يمَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} اختارك {وَطَهَّرَكِ} من كل سوء. وقيل: من مس الرجال {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَآءِ الْعَالَمِينَ} قيل: على سائر النساء؛ من بدء الخليقة حتى قيام الساعة. وقيل: عالمي زمانها فحسب؛ وأنها عليها السلام لا تفضل فاطمةبنت محمد عليه الصلاة والسلام، ولا خديجة بنت خويلد؛ واستدلوا بقوله تعالى:{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} ولم يقل أحد: إن بني إسرائيل أفضل من أمة خير الأنام؛ بل أن تفضيلهم كان على عالمي زمانهم، أو من تقدمهم من الأمم {يمَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} أديمي الطاعة له، والخشوع والابتهال إليه.