{وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ} من الشرك والكبائر {ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} من ذنوبكم. وقدم تعالى الأمر بالاستغفار: لأن المغفرة هي الغرض، والتوبة هي السبب المؤدي إلى المغفرة {يُمَتِّعْكُمْ} في الدنيا {مَّتَاعاً حَسَناً} بسعة الرزق، ورغد العيش؛ فإن لم يرزقهما التائب المستغفر رزق ما هو خير منهما: رزقه الله تعالى القناعة والرضا. قال الشافعي رضي الله تعالى عنه:
غنى بلا مال عن الناس كلهموليس الغنى إلا عن الشيء لا به
ورزقه الله تعالى أيضاً السرور والحبور؛ فتعالى الغني المغني، اللطيف الخبير وهذا المتاع الحسن {إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} هو انقضاء الأجل، وتحقيق الأمل؛ وكمال السعادة، وتمام السيادة، وتوفية الأجر الذي وعد به الكريم، وتفضل به على عباده المؤمنين التائبين {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} أي جزاء فضله {وَإِن تَوَلَّوْاْ} تتولوا وتعرضوا.