{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللَّهِ} شعائر الله: حدوده التي حددها لعباده - من إحلال الحلال، وتحريم الحرام - والمراد بها هنا: معالم الحج؛ كالطواف، والسعي، والحلق، والنحر، ونحوه. وإحلالها: تعدي حدود الله تعالى فيها، ومخالفة أوامره {وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ} أي ولا تنتهكوا حرمات الشهر الحرام، والأشهر الحرم: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب؛ وانتهاك حرماتها: القتل فيها {وَلاَ الْهَدْيَ} وهو ما يهدى إلى البيت تقرباً إلى الله تعالى {وَلاَ الْقَلائِدَ} جمع قلادة؛ وهو ما قلد به الهدي. أي لا تنتهكوا حرمات الهدي؛ سواء كان مقلداً أو غير مقلد. وقيل: إنهم كانوا في الجاهلية يتقلدون من لحاء شجر الحرم؛ فيأمنون على أنفسهم حتى يلحقوا بأهلهم؛ فنهى الله عن التقلد بشيء من شجر الحرم
{وَلا آمِّينَ} ولا قاصدين {الْبَيْتَ الْحَرَامَ} أي لا تمنعوا قاصدي البيت عن الوصول إليه، ولا تقاتلوهم؛ لأنهم {يَبْتَغُونَ} بذلك {فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ} انتهيتم من أداء مناسك الحج، وحل لكم ما حرم
⦗١٢٥⦘ عليكم - بسبب الإحرام - كالصيد والحلق ونحوهما {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ} لا يحملنكم {شَنَآنُ} بغض {قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ} أي من أجل أنهم منعوكم {عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ} عليهم {وَتَعَاوَنُواْ} جميعاً {عَلَى الْبرِّ} بالناس {وَالتَّقْوَى} وتقوى الله تعالى وخشيته {وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ} أي ولا تتعاونوا على ارتكاب الذنوب {وَالْعُدْوَانِ} على الناس