{وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ} شك {مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} محمد من آيات الكتاب المجيد {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ} تحداهم أولاً بقوله: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} وبعد ذلك تدرج تعالى معهم - نكاية بهم، وزيادة في توبيخهم - بقوله:{قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ} وبعد كل هذا الاحتقار والازدراء؛ أراد أن يستثير كامن همتهم، وماضي عزيمتهم بقوله:{قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ} أيّ سورة، بل أيّ آية؛ وأنى لهم أن يأتوا بأقصر سورة من مثل هذا القرآن الذي أعجز البلغاء، وأخرس الفصحاء؛ وانظر - يارعاك الله - في أي عصر من العصور حصل هذا التحدي؟ إنه في عصر الفصاحة التي لا تمارى، والبلاغة التي لا تجارى، والمنطق الذي لا يلحق له بغبار. وقد وقف الجميع مكتوفي الأيدي، ناكسي الرؤوس؛ لا يستطيعون أن يحيروا جواباً أو أن ينبسوا ببنت شفة {وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم} آلهتكم التي تعبدونها