للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَكَذلِكَ} كما أنعمنا عليه بالعلم، والصدق، والنبوة، والنجاة من السجن، والخلاص من كيد الشيطان، والقرب إلى قلب الملك؛ مثل هذا الإنعام والتفضل {مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ} جعلنا له مكانة فيها، وقدرة عليها. قيل: استخلفه الملك على مصر؛ فسار موكبه في طرقاتها؛ فرأته امرأة العزيز؛ فبكت وقالت: الحمدلله الذي صير الملوك عبيداً بالمعصية، والعبيد ملوكاً بالطاعة وقال بعضهم: إنه تزوجها بعد ذلك. والقول الراجح: إنه لم يتزوجها، بل تزوج راعيل زوجة اطفير، وولدت له غلامان {يَتَبَوَّأُ} ينزل ويسكن {مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ} فقد ملك أموالها وأقواتها؛ واحتاج كل من فيها إليه، وليست به حاجة إلى أحد

{نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا} بعطائنا وأنعمنا في الدنيا {مَّن نَّشَآءُ} من عبادنا {وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} فيها؛ بل ترزقهم منها جزاء إحسانهم