{ذلِكَ} المذكور من أمر مريم وأمها، وزكريا وابنه {مِنْ أَنَبَآءِ الْغَيْبِ} الذي غاب عن علمك وعلم قومك {نُوحِيهِ إِلَيكَ} آية لنبوتك، وبرهاناً على صدقك {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ} في هذه العصور؛ حتى ترى ما فعلوا، وما فعل بهم؛ فتحكيه لقومك. ولكنا أطلعناك عليه من غيبنا الذي لا نطلع عليه إلا من ارتضينا {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} أطلعناك عليه ليؤمن بك من أنار الله بصيرته، ويهتدي بهديك من أراد الله هدايته {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ} قبل ذلك عند ولادة مريم {إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ} ليرون {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} قيل: اختصم أهل مريم عليها السلام فيمن يكفلها؛ فاتفقوا على الاقتراع؛ وطريقته وقتذاك: أن يلقوا أقلامهم في النهر؛ ويحتمل أن تكون القرعة لصاحب القلم الذي يظل طافياً على الماء، أو الذي يكون رأسه إلى أعلى، أو أمثال ذلك