{وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَعْمَالُهُمْ} الصالحة؛ التي عملوها في الدنيا - كصلة الرحم، وحسن المعاملة، والصدقة، وأشباه ذلك - فإنها تصير يوم القيامة {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} وهو شعاع يرى في الفلاة في وسط النهار {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَآءً} فيهرع إليه لشدة ظمئه {حَتَّى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً} مما أراده: لا ماء، ولا ري {وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ} أي عند عمله؛ الذي هو كالسراب، والذي هو في مسيس الحاجة إلى أقل الجزاء عليه؛ وفاته أنه قد جوزي على إحسانه في دنياه؛ تفضلاً وعدلاً من الله فإذا ما طمع في الجزاء عليه يوم القيامة «وجد الله عنده»{فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} من العذاب؛ جزاء فسقه وكفره