{وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} لا حرج، ولا إثم {فِيمَا عَرَّضْتُمْ} لوحتم وأشرتم {بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَآءِ} كأن تقول لها: إنك لجميلة، أو صالحة، أو من غرضي أن أتزوج. وشبه ذلك مما لا ينكره الذوق، ولا يمقته الدين {أَوْ أَكْنَنتُمْ} أضمرتم {وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ} على اللقاء {سِرّاً} خفية عن أعين الرقباء؛ ففي هذا ما فيه من تمكين للشيطان الذي يجري مجرى الدم من الإنسان وقيل: المراد بالسر: الزنا، أو هو التعريض بالجماع. والمراد: لا يكون تعريضكم سفهاً وفجوراً؛ فذكر أمثال ذلك - أمام غير الزوجة - فحش؛ لا يرتكبه إنسان {وَلاَ تَعْزِمُواْ} تقصدوا قصداً جازماً {حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} بانقضاء عدتها {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} من سوء وشر {فَاحْذَرُوهُ} خافوا عقابه، ووطنوا أنفسكم على فعل الخير ما استطعتم؛ وروضوا قلوبكم على عمل الطاعات، وتجنب المخالفات