للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{اعْلَمُواْ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} أي متاعها المعجل لكم: ما هو إلا {لَعِبٌ} تلعبونه {وَلَهْوٌ} تتلهون به {وَزِينَةٌ} تتزينون بها {وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ} يفخر بعضكم على بعض، ويسابق بعضكم بعضاً؛ بالأموال، والجاه، والأولاد. وذلك التفاخر والتكاثر، واللهو واللعب والزينة: مثله {كَمَثَلِ غَيْثٍ} مطر نزل على الأرض فازدهرت وأنبتت؛ وقد {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ} الزراع {نَبَاتُهُ} أي نبات ذلك الغيث. وسمي المطر غيثاً: لأنه يغيث الناس من الجوع والفاقة؛ ولذا سمي الكلأ غيثاً: لأنه يغيث الماشية {ثُمَّ يَهِيجُ} أي يجف {فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً} بعد خضرته {ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً} يابساً متكسراً. شبه تعالى حال الدنيا، وسرعة انقضائها؛ مع قلة جدواها: بالنبات الذي يعجب الزراع لاستوائه وقوته ونمائه؛ وبعد ذلك يكون حطاماً، ويدركه الفناء. وكذلك حال الدنيا: «حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس» {وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ} للكفار؛ الذين ركنوا إلى لهو الدنيا ولعبها، وزينتها والتفاخر فيها {وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ} لمن آمن بالله، وصدق برسله {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ} وما فيها من تمتع وزخرف {إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} أي إلا متاع مزيف؛ لا أثر له. ورجل مغرور: مخدوع