للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{يأَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ} أي لا تتجاوزوا الحد؛ حيث قالت اليهود عن عيسى: إنه ابن زنا. وقالت النصارى: إنه ابن الله {وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ} بأن توحدوه، وتمجدوه وتنزهوه عن الولد والصاحبة والشريك {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ} كسائر الرسل الذين أرسلهم لهداية عباده {وَكَلِمَتُهُ} التي {أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} على لسان ملائكته عليهم السلام؟ في قوله: {إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يمَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ} يعني برسالة منه، وبشارة من عنده {وَرُوحٌ مِّنْهُ} أي رحمة منه على من اتبعه، أو وقوة منه؛ لإحيائه الموتى وإبرائه الأكمه والأبرص، وإتيانه بالمعجزات الظاهرات. قال تعالى: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ} أي بقوة منه، أو برحمة منه {فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ} وهو ما يزعمه النصارى من أن الإله ذو ثلاثة أقانيم: الأب، والابن، وروح القدس {انتَهُواْ} إرجعوا عن ذلك القول.

⦗١٢٣⦘ {خَيْراً لَّكُمْ} إذ أن فيه نجاتكم {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} لا ولد له ولا والد {سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} تنزه عن أن يكون له ولد؛ كما زعمت النصارى أن عيسى ابنه؛ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً