{فَأَكَلاَ مِنْهَا} أي من الشجرة التي نهاهما الله تعالى عن قربها {بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا} عوراتهما. والسوأة: كل ما يسوء الإنسان كشفه {وَطَفِقَا} وجعلا {يَخْصِفَانِ} يلزقان {عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} قيل: هو ورق التين {وَعَصَىءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} أي ضل عن الرأي وجهل. وقيل: أخطأ. وليس المراد العصيان والغيّ بمعناهما المتعارف؛ بدليل قوله تعالى في آية سابقة {وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} وبالجملة فإن الله تعالى يصح أن يوجه لأوليائه، وأنبيائه وأصفيائه؛ ما لا يصح أن نوجهه نحن لهم؛ كما أن الملك يخاطب وزراءه بلهجة الآمر، والزاجر؛ وهو ما لا يجوز أن يخاطبهم به سائر أفراد الرعية؛ وليس لكائن من كان أن يقول: إن آدم عاص، أو غاو؛ فمثل هذا القول كفر، أو هو بالكفر أشبه