{اصْطَفَيْنَا} اخترنا {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} بالكفر، وتحمل الإثم، وذل المعصية {وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ} وهم الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم. أو هم الذين أعطوا الدنيا حقها، والآخرة حقها {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} لا يبغي من الدنيا مغنماً، ولا يقرب محرماً
وهذه الأصناف الثلاثة: هي التي عناها الله تعالى بقوله {وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} فأصحاب الميمنة: هم المعنيون بقوله تعالى {وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ} وأصحاب المشأمة: هم المعنيون بقوله {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} والسابقون السابقون: هم المعنيون بقوله جل شأنه {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} وهم السابقون إلى الخيرات والمكرمات {بِإِذُنِ اللَّهِ} بأمره وتوفيقه {