{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} يخلفني في تنفيذ أحكامي، والقيام بأوامري؛ وهو آدم أبو البشر عليه السلام. {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ} وهذا يدل على وجود الأرض قبل آدم، وسكناها بأمم قبل بني آدم؛ كان دأبها الإفساد في الأرض وسفك الدماء. أو كان قول الملائكة استفهاماً عن الحكمة الداعية لذلك الخلق؛ وقد كانوا عليهم السلام ملء الأرض والسموات، وقد رأوا في اللوح المحفوظ فساد بني الإنسان،
⦗٨⦘ وشهوته إلى سفك الدماء وها هو الجنس الآدمي قد حقق ظن الملائكة فيه؛ فملأ الأرض فساداً وإفساداً، وأراق الدماء بحاراً وأنهاراً، وعصى خالقه ورازقه جهاراً، وكفر بموجده ومربيه نهاراً؛ فلا حول ولا قوة إلا ب الله العلي العظيم هذا ولم يكن سؤال الملائكة عليهم السلام اعتراضاً على فعله تعالى، أو مخالفة لأمره؛ فحاشا أن يعترض على الله تعالى أعلمهم به، وأخوفهم منه، وأتقاهم له {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} ننزهك عن كل نقص، ونحمدك على نعمائك {وَنُقَدِّسُ لَكَ} أي نعظمك، أو نطهر أنفسنا لعبادتك. ومعنى تقدس: تطهر